صحيفة فلسطين - "حبيبي لا تقترب مني, فرائحة عطرك لا تُحتمَل"، تُكمِل باشمئزاز بدا على تعابير وجهها :"من أين جئتَ بها؟!!", ينظر محمد إلى زوجته ليسألها "لماذا؟.. لم يتغير في رائحتي شيء, وهي نفس الرائحة التي كانت تعجبك في السابق ما الذي اختلف؟". ترد فريدة:" لا أعرف لكني لم أستسغها, إنها مقرفة", لم يأخذ محمد الأمر على محمل الجد.. فمزاجه ليس "جيداً" إلى الدرجة التي تسمح له بالخوض في أي شجارٍ عند الصباح الباكر.. كما أن عمله ينتظره.. مشى نحو الباب، فأوقفه صوتها تطلب منه ألا ينسى "الشمام" لدى عودته.. أجابها :"سأحاول أن أبحث عنه, ولكن لا أظن أني سأجده، فهذا ليس موسمه.. ليتكِ تتوحّمين على شيء موجود, يا الله ارحمني متى سأنتهي من هذه الطلبات الغريبة؟!". بات الموقف السابق "علامةً مسجّلة" في زوايا كلّ بيت "ربّته حامل"، وكثرٌ هم الرجال الذين يخشون نتائج "وحم زوجاتهم" فيسعون نحو المستحيل في سبيل تحصيل "ما يشتهينه"، حتى وإن كان في غير موعده.. فالمتعارف عليه (أن الرجل إن لم يجلب لزوجته ما رغبت به فترة حملها الأولى، يظهر شكل ما اشتهته على جسد مولودها في صورة "وحمة" بنّية اللون..