كثيرا ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل للتعامل مع الأبناء عندما يخطئون، والحقيقة أن إحساس الطفل بنفسه يتكون من خلال معاملتك له، فإذا أشعرته أنه ولد طيب حتى إن وقع في الخطأ ستزداد ثقته بنفسه وسيشعر أنه ذو شأن في الحياة، وإن كنت قليل الصبر مع أخطائه تنهال عليه دوما باللوم والتوبيخ سيكوّن فكرة سلبية عن نفسه، وسينتهي به الأمر إما بالكآبة والإحباط وإما بالتمرد والعصيان .
فإذا رأيت طفلك يفعل أشياء لا تحبها أو أفعالا غير مقبولة.. فأفهمه بأن العيب ليس فيه كشخص بل إن الخطأ في سلوكه وليس فيه كإنسان، وتعامل معه برفق وحزم في آن واحد فلا مواجهة حادة بالشجار أو الضرب، ولا تساهل بتركه يفعل ما يشاء.. إنما بإشعاره بالحوار والإقناع بأن سلوكه لا يمكن قبوله، وأنه لن يرضى هو نفسه عما قام به.
وبعد وضع ضوابط واضحة للسلوك المقبول والآخر المرفوض ينصح د. محمد على كامل، الأستاذ المساعد بكلية التربية جامعة طنطا وأخصائي علم النفس التربوي، باتباع بعض الإرشادات التي تعينك في التعامل مع طفلك بشكل مثالي عندما يخطيء سواء كان الخطأ عن عمد أو عن غير عمد..
- أعد الثقة للطفل بعد الخطأ، فالثقة دائما هي العلاج المهدئ
- اسأل نفسك عندما يخطيء ابنك .. هل علمته حتي لا يخطيء؟
- علمه تحمل مسئوليته عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات
- أشعره بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في تغييره، وابحث عن الدافع لتعالج الأصل بدل الأعراض
- كن بجانبه وشاركه أحاسيسه لتمارس توجيهك بشكل إيجابي، وابتسم وأنت تقنعه بالخطأ
- إفصل الخطأ عن شخصية طفلك فلا أحد يحب أن يُعرف بأخطائه عند الآخرين
- كون عنده المعايير التي من خلالها يتعرف على الخطأ، ولا تخيفه من الفشل وعلمه فن النهوض من جديد
- لا تجعله ينسحب أو يتخلى عن موقفه أو نشاطه بسبب الفشل وأبرز قدراته التي تخول له النجاح في المحاولات المقبلة
- علمه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط ولا تيأس منه مهما تكرر خطأه
- علمه الاعتماد على نفسه لتجاوز الخطأ وبشره لتجعل منه إنسانا متفائلا، فالتفاؤل يقوي الإرادة الذاتية
- انصت إليه بتمعن واهتمام لتفهم أصل الخطأ ولا تتدخل إلا بعد أن تتأكد أنه استعاد هدوءه، وتأكد أن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال في التعامل مع الأطفال، وتذكر دائما أن إشعال شمعة خير من لعن الظلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق