أخبار المدونة

الدانتيل يغزو عالم الموضة

قماش تعشقه المرأة وصناع الموضة، على حد سواء، ارتبط في مخيلتها بكل مفاهيم الرومانسية والنعومة الشاعرية، ويتيح للمصممين إمكانية التطريز عليه بسهولة. لهذا ليس غريبا أن يرتبط الدانتيل بالرقي والفخامة منذ ظهوره في القرن السادس عشر في البندقية، وكان اختياره كجزء من مهر شقيقة فرنسوا الأول كفيلا بإدخاله المجتمعات الأرستقراطية من أوسع الأبواب. فمن حينها والمرأة تحرص على ارتدائه، في محاولة منها لإظهار أنوثتها، بينما تبناه الرجل لاستعراض مكانته وجاهه. ولعل هذا الإقبال الكبير عليه لعب دورا بارزا في عدم غيابه عن ساحة الأزياء، فنادرا ألا يدخل في إبداعات دور الأزياء الكبيرة، ولو بنسبة قليلة وخجولة قد تكون لتزيين الحواشي أو الياقات فقط. أما بالنسبة لفساتين الزفاف، فحدث بلا حرج، فهو بمثابة القوت الأساسي لهم، يعتمدونه مهما تغيرت الموضة والمواسم. لكن هذا العام اختلف قليلا، فالمصممون لم يكتفوا بالقليل منه، مما جعل المنصات تشهد شبه غزو رومانسي من الدانتيل.

لم يكن هذا الاجتياح مفاجئا بالنسبة للأوفياء له، إلا أنه شكل نقلة نوعية لمن لم يعتد عليه وربطه بالتصاميم الكلاسيكية التي يصعب ارتداؤها كل يوم. ومن يتمعن في التشكيلات المطروحة منه، يلاحظ مدى التناغم الذي حرص عليه المصممون عند ابتكار تصاميم تجمع بين الكلاسيكية والحداثة، حتى يتيحوا للمرأة، بغض النظر عن أسلوبها، تنسيقه بشكل يناسبها في كل الأوقات والمناسبات، وحتى لا تغرق في الشاعرية الحالمة التي ترتبط به في الغالب.

دار «دولتشي آند غابانا» كانت الرائدة هذا الموسم في هذا النمط وتصدرت المراكز الأولى، إذ غلب على معظم مجموعتها قماش الدانتيل الذي مزجته أحيانا بأقمشة مختلفة، بعضها بنقوش ليكتسب الدانتيل حيوية وعصرية. وركزت الدار بشكل كبير على الدانتيل الأبيض المصنوع بطريقة فنية رائعة ومحبوك بثقوب ذات أشكال وأحجام مختلفة. أما المصمم جون ريتشموند، فترجم حبه الصامت وغير المعلن للدانتيل بمجموعة لم يسبق أن صمم مثلها من قبل وكأنه أراد لامرأته هذا الموسم أن تظهر بكامل أنوثتها. كذلك الأمر بالنسبة لـ«هيوغو بوس»، مستهدفا كل امرأة ترفض الدانتيل وتعتبره قماشا من الزمن القديم بكل ما يحمله من معاني الرومانسية التي لم تعد تناسب العصر ودخول المرأة ميادين العمل. في حين فاجأ رالف لوران امرأته بمجموعة راقية بعيدة عن الجنون من خلال تصاميم ناعمة تثير الرغبة فيها، خصوصا القمصان التي يسهل تنسيقها مع البنطلونات الجينز في الأيام العادية أو تنورات

لامرأته هذا الموسم أن تظهر بكامل أنوثتها. كذلك الأمر بالنسبة لـ«هيوغو بوس»، مستهدفا كل امرأة ترفض الدانتيل وتعتبره قماشا من الزمن القديم بكل ما يحمله من معاني الرومانسية التي لم تعد تناسب العصر ودخول المرأة ميادين العمل. في حين فاجأ رالف لوران امرأته بمجموعة راقية بعيدة عن الجنون من خلال تصاميم ناعمة تثير الرغبة فيها، خصوصا القمصان التي يسهل تنسيقها مع البنطلونات الجينز في الأيام العادية أو تنورات طويلة في مناسبات السهرة والمساء. واختارت دار «ديور» هذه الصيحة لتكرر تجاربها السابقة مع هذا القماش، وتكللت محاولتها هذه المرة أيضا بالنجاح من خلال تصاميم مبتكرة. أما ستيلا ماكارتني، فأعادتنا إلى فترة السبعينات من دون أن تنسى أن تضفي عليها لمستها الـ«سبور» لتدخلها هي أيضا إلى الألفية.

وطبعا لأن الدانتيل لا يقتصر فقط على الملابس، دخل إلى عالم الاكسسوارات، بعد أن اعتمدته الكثير من دور الأزياء في أحذيتها وأحزمتها ومناديلها، وهلم جرا، من دون أن ننسى حقائب اليد، التي صممت بفنية عالية.

ولأن الدانتيل كان، ولا يزال، مؤثرا ساحرا في عالم الموضة، وتعشقه المرأة بنفس القدر الذي يعشقه المصممون، لما تتيحه لهم ثقوبه ومخرماته من قدرة على التطريز والتفاعل معه، كان لا بد أن تكون مكانته مهمة في الشرق الأوسط، وتحديدا لدى المصممين اللبنانيين الذين يعشقون التطريز ويعتبرون من أشهر من أتقنه لا سيما في فساتين الزفاف. المصمم الصاعد رامي زين الدين واحد من هؤلاء، فهو يثني على موضة الدانتيل ويعتبرها من أجمل ما يمكن أن يبتكره عالم الأزياء. فبالنسبة له يعتبر قماشا فريدا من نوعه وإدخاله إلى أي قطعة كفيل بإكسابها المزيد من الأنوثة. ولا يستغرب رامي هذه العودة القوية، لأنه مقتنع بأن الأشياء الجميلة لا يمكن أن تختفي أو تغيب، فهي قد تتوارى بعض الشيء، لكنها دائما تعود بشكل أو بآخر. ويضيف: «العصرنة التي اجتاحت مجتمعاتنا أثرت كثيرا في طريقة لباسنا واختيارنا للثياب حتى إن بعض النساء تناسين أنوثتهن في خضم المنافسة في ميادين العمل. وهذا ما يحاول المصممون تذكيرها به بإعادته لها، وهم متأكدون من أنها قد تجد صعوبة في مقاومة سحره، لا سيما أنهم يدركون مدى الارتباط الوثيق والانسجام بينها وبينه. فكل سيدة مهما تحررت وأعلنت رفضها لكل ما هو كلاسيكي ويغرق في الرومانسية، تهفو نفسها إلى قطعة منها في مرحلة من مراحل حياتها. صحيح أن بعضهن لن يتقبلن عودته، لكن الأيام ستغير النظرة التقليدية إليه، خصوصا

في مرحلة من مراحل حياتها. صحيح أن بعضهن لن يتقبلن عودته، لكن الأيام ستغير النظرة التقليدية إليه، خصوصا أن بعض المصممين استخدموه بشكل رائع».

* رحلة تاريخية إلى عالم الدانتيل

* تطورت صناعة الدانتيل في أوروبا خلال القرن السادس عشر، وكانت إيطاليا وبلجيكا المركزين الرئيسيين لصناعته. في البداية كان لباسا مخصصا للرجال يستعملونه في مناديل وقمصان بياقات عالية، ثم بدأت تستخدمه المرأة في القرن السابع عشر. تستخدم خيوط القطن والحرير والصوف والأنسجة المصنعة، وحتى خيوط الذهب والفضة والخيوط الكتانية في حياكته، مما يجعله قماشا بعدة وجوه، ويتيح انسجامه مع كل العصور ومتطلباتها. كان الدانتيل يصنع في البداية يدويا، وكان يصنف بحسب الطريقة المصنوع بها، والنوعان الرئيسيان منه هما: دانتيل الإبرة ودانتيل البكرة أو المكوك، إلا أن المخترعين البريطانيين طوروا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي آلة الحياكة بالبكرة أو المكوك وأصبحت هذه الآلة أساسا لكثير من الآلات المستخدمة اليوم في صناعة الدانتيل.

* انسجي عالمك الخاص من الدانتيل

* الدانتيل عالم خاص في حد ذاته، وحتى تتجنبي إيحاءاته القديمة وتكسبيه مظهرا عصريا، كوني ذكية في التعامل معه، ولا ترتكبي الأخطاء الشائعة التي ترتكبها معظم النساء:

- نظرا لأنه قماش مخرم ومزخرف في حد ذاته، فمن البديهي أن تنتبهي إلى أن كثرة الاكسسوارات لن تزيد من جماليته وستظهره كقطعة رخيصة.

- يمكنك في بعض الأحيان أن تمزجي بين الدانتيل والقماش العادي، فهذه الطريقة تساعد على إبراز جمالية الدانتيل بشكل أكبر وتخفف من قوته.

- في حال قررت وضع بعض الاكسسوارات، لا بد أن تكون ناعمة من جهة، وملائمة من جهة ثانية، خامة ولونا.
- نسقي دائما بين ملابسك وحذائك وحقيبتك، ولا تبالغي فيه. إذا كان الحذاء من الدانتيل فليس من الضروري أن تكون باقي أزيائك أو اكسسواراتك منه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About

 
  • للنساء فقط © 2012 | Designed by Rumah Dijual, in collaboration with Web Hosting , Blogger Templates and WP Themes