كل الأطفال تقريبا يشعرون بالخوف في فترة ما خلال سنوات الطفولة، فمنهم من يخاف من الغرباء والحيوانات ومنهم من السباحة والظلام، وتقع المسؤولية على الوالدين في تبديد هذه المخاوف.
في ما يلي عدة طرق لمساعدة الطفل على التخلص من الخوف.
افهموا لماذا يخاف الأطفال
فهم لماذا يحدث الخوف عند الطفل نقطة البداية لمساعدته في التخلص منه. ففي السنوات الأولى من عمره يعرف الطفل العالم من خلال ثنائية شبيهة بالخير والشر، وتكون لديه قدرة مدهشة على تشكيل الصور الذهنية، ويتعرف على العالم من خلال ما يشبه التفكير السحري، فيحدث الخوف من الأوهام التي يغذيها خياله الخصب.
ففي سنوات الطفولة المبكرة يعيد الطفل صياغة الناس والحيوانات والأشياء التي يتعرض لها في الحياة الواقعية من خلال هذه الصور الذهنية التي قد تكون مريعة أحيانا. فالديناصور الذي يراه لطيفا على شاشة التلفزيون صباحا قد يعود للظهور في شكل وحش أثناء النوم، وهو ما يسبب اضطرابات النوم لكثير من الأطفال.
وتختلف المخاوف من طفل إلى آخر، فبعض الأطفال مثلا يحبون اللعب بالمكنسة الكهربائية، بينما يصاب آخرون بهستيريا بمجرد تشغيلها، لأن الصورة الذهنية التي تولدت لديهم بأن هذه المكنسة ما هي إلا وحش يبتلع الأطفال.
ما يجب على الوالدين معرفته أن الكثير من هذه المخاوف التي يشعر بها الطفل لا تتطور كلما تقدم في العمر، وتتبدد حين يصبح في سن تساعده على الفهم والتفسير.
ويحتاج الأمر إلى بعض الفهم من الوالدين لمساعدة طفلهم الخائف لكي يتحول شعور الخوف إلى فرصة للنمو العاطفي، فمساعدة الطفل على كيفية التعامل مع مخاوفه هي في الوقت نفسه واحدة من أهم دروس تعليمه كيفية التعامل مع العواطف.
لا رسائل خاطئة
يقع الكثير من الآباء في خطأ كبير عندما يوجهون رسائل خاطئة لطفلهم كلما أحسوا بخوفه من شيء ما: «من الخطأ أن تشعر بالخوف»، «أنت رجل والرجال لا يشعرون بالخوف»، «إياك أن تخاف من الظلام»،»لا تكن جبانا».
هذه الرسائل لن تبدد مخاوف الطفل، لكنها ستدفعه الى اخفائها، لأنه سيخشى أن يخبر والديه عما يشعر به من خوف، وسيخشى طلب المساعدة لتعليمه كيفية التعامل مع هذا الخوف. وبدلا من أن يكون الخوف مجرد مشكلة في الطفولة ستختفي مع الأيام، يتحول الأمر إلى عدم منح ثقته للآخرين.
دعوا طفلكم يعترف بمخاوفه لأن ذلك يحمل رسالتين بالنسبة له: الأولى أن من حقه أن يشعر بالخوف كما شعرنا به ونحن في مثل عمره، والثانية أننا سنشاركه مخاوفه ونقدم له المساعدة والدعم للتخلص منها.
هدّئوا مخاوف وقت النوم
الليل هو الوقت المثالي لشعور الطفل بالخوف، الخوف من الظلام والانفصال عن الوالدين هو الخوف المزدوج الذي يبقي الكثير من الأطفال مستيقظين في الفراش. لذلك يحتاج الطفل الخائف إلى مساعدة الوالدين عندما يحين وقت النوم، ويمكن لبعض الأفكار أن تكون بمنزلة المهدئ له حتى يخلد إلى النوم ومنها: التدليك، قراءة قصة له في السرير، وضع إضاءة خافتة في أحد أركان الغرفة لكي لا يشعر بالخوف من الظلام.
أخرجوا الوحوش من غرفة النوم
«يوجد وحش في غرفتي؟».. هل هو خوف حقيقي أم حيلة من الطفل لتأخير وقت النوم؟
بغض النظر يجب أخذ مخاوف الطفل على محمل الجد لإخراجه من حالة الخوف والنوم بهدوء.
يمكن المشي مع الطفل في الغرفة بعض الوقت لتبديد مخاوفه، قولوا له: نحن في البيت ولن نسمح لأي وحش بدخول غرفتك، اتفقوا معه على النوم بجواره لبعض الوقت حتى يذهب في النوم إن كان في سن صغيرة، حتى يتعود على النوم بمفرده.
احترسوا من التلفزيون
الخوف من الشخصيات الخيالية من أكثر المخاوف شيوعا لدى الأطفال، فهم يشاهدون على شاشة التلفزيون والفيديو الكثير من هذه الشخصيات المخيفة والمرعبة، ولا يستطيعون التمييز بين ما هو حقيقي وما هو من نسج الخيال.
يجب التحكم بكل ما يشاهده الطفل من الأفلام والرسوم المتحركة، كما يجب مساعدته على التمييز بين الواقع والشخصيات الخيالية من خلال الحديث معه عن طريقة صنع الأفلام والرسوم المتحركة، فهذا الحديث يبدد مخاوفه تجاه هذه الشخصيات الخيالية.
لا تنقلوا إليه مخاوفكم
الكثير من الآباء يصابون بالهستيريا عندما يشاهدون طفلهم يتسلق شجرة أو سور البيت.. «ستسقط»، «هذا خطير جدا»، مثل هذه الأقوال رسالة تخويف خاطئة ننقل بها مخاوفنا إلى أطفالنا.
بدلا من نقل هذه المخاوف الى الطفل وتخويفه، يجب التعامل مع تصرفاته التي نعتقد أنها خطيرة بهدوء، وتوضيح ما يشكله ذلك من خطورة عليه.
لا تخيفوه
تلجأ بعض الأمهات أحيانا إلى ارتكاب خطأ كبير عندما يرفض الطفل النوم، فبدلا من مساعدته على الاسترخاء والبحث عن سبل لمواجهة هذا الرفض يكون البديل بالتخويف: «إن لم تنم سيأكلك الوحش»، «الأسد سيلتهمك إن خرجت من السرير».. عبارات التخويف هذه رسالة خاطئة تزيد من خوف الطفل، وتعزز لديه وجود هذه الأشياء الخيالية التي يتصورها في ذهنه.
لا تجبروه على التعامل مع الخوف
من الخطأ إجبار الطفل على التعامل مع شيء يخاف منه قبل أن يكون مستعدا لذلك. الكثير من مخاوف الأطفال تختفي بمرور الوقت، وكلما أصبح الطفل أكثر نضجا قلَّت مخاوفه، وعلينا أن ندرب الطفل على التعامل مع المخاوف بشيء من الصبر والتدريج.
إن كان الطفل يخاف من صوت المكنسة الكهربائية يجب تشجيعه على لمسها وهي مطفأة، وبعد عدة مرات سيتبدد خوفه منها عند تشغيلها. وإن كنت في زيارة لصديق يمتلك كلبا وطفلك يشعر بالخوف من الكلاب، يجب اخبار الطفل مسبقا قبل الوصول بأن الكلب حيوان لطيف وودي، ولا يؤذي أحدا.
حدثوه عن الأشياء التي لم تعد تخيفه
تذكير الطفل بالأشياء التي لم يعد يخاف منها له تأثير قوي عليه، وسيدرك أنه من الممكن ومن السهل التغلب على مخاوفه الأخرى كما تغلب على هذه المخاوف، كما أن ثقته بنفسه على تعلم التعامل مع مخاوفه ستزيد.
خطوات للتعامل مع خوفه من السباحة
• تعليم الطفل السباحة يجب أن يكون بالتشجيع ومن دون ضغط لأن الضغط يجعله أكثر خوفا من الماء.
• إعطاء عناية خاصة لجعل حمام الطفل تجربة ممتعة، فدخول الصابون في عينه أو المياه في أذنيه يمكن أن يشعره بالخوف من المياه.
• اصطحب طفلك إلى حمام السباحة أو البحر وهو بين ذراعيك، ولا تجعل رأسه يدخل إلى الماء. وعندما يشعر بأنه آمن في الماء سوف يبدأ بالتمتع به.
• اجعل طفلك يدخل الماء بالتدريج، مرة يلمس الماء بأصابعه وفي المرة الثانية يمد ساقه إلى الماء ثم الجزء الأسفل وبعدها الذراعين، وهكذا سيعرف الطفل أن دخوله إلى الماء غير ضار ويتبدد خوفه.
• استخدم عوامات الذراع عند نزول الطفل إلى الماء لأنها ستشعره بأمان أكثر.
.. وخوفه من الظلام
• ان كان طفلك يخاف من الظلام، فيجب طمأنته «أنا أعرف أنك تخاف من الظلام» ثم نطلب منه معرفة الأشياء التي تجعله يخشاه.
• فندوا للطفل أسباب مخاوفه من الوحوش أو اللصوص أو الأصوات، وأن هذه المخاوف غير حقيقية بما يساهم في طمأنته.
• ضعوا مصباحا صغيرا بجانب سرير الطفل يمنحه بعض الأمان في الظلام.
• امنعوه من مشاهدة الأفلام المخيفة قبل النوم لأنها ستزيد من خوفه من الظلام.
• طمئنوه بأن الكبار موجودون بالقرب منه إن احتاج مساعدتهم.
• شاركوه بعض الألعاب التي يكون دور الطفل فيها الاختباء في غرفة مظلمة والآخرون يبحثون عنه، مثل هذه الألعاب ستبدد خوفه من الظلام.
• عندما يترك سريره ويتسلل إلى سرير والديه، لا يجب تركه يفعل ذلك، لأن هذه رسالة بأن هناك شيئا ما في غرفته يخشون عليه منه. يجب إرجاعه إلى غرفته مرة أخرى حتى يقلع عن هذه العادة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق